] قراءة في الامراض المزمنة للتعليم العربي
تتعدد اشكال المشاكل التي يعاني منها الجسد التعليمي العربي وتختلف بين ما هو بنيوي وما هو بشرية.وهي مشاكل مترابطة جدليا.حيث ان ما هو بنوي يتسبب في ما هو بنيوي.ووتعتبر البنية التعليميية الهشة والضعيفة احد اهم المشاكل البنيوية التي تنضاف الى كل ما يرتبط بالمناهج التعليمية والافاق والتنظيم المدرسي لتشكل كثلة مجتمعة يصعب التغلب عليها.اما المشكال البشرية فهي ترتبط بالمجتمع ونظرته للمدرسة واهميتها في التمثلات الذهنية لأفراد المجتمع.هنا لا يمكننا ان ننكر ان المدرسة العمومية فقدت الكثير من اهميتها في المجتمعات العربية بعد ان فقدت دورها التربوي وصارت عامل افساد تربوي وليس عامل اصلاح.وتتجلى اهم المشاكل البشرية التي افرزت وضعا شاذا في ضعف الكفاءة التربوية لبعض رجال ونساء التعليم الذين لا يستحقون الانتساب لهذه المهنة الشريفة.ويمكننا ان نطلق على هؤلاء لقب الاساتذة الغشاشين.
من منا لم يرى بأم اعينه اساتذة غشاشين.في عملهم وفي حديثهم وفي انضباطهم العملي والاخلاقي...من منا لم يرى اساتذة يشجعون صراحة عن الغش سواء بالتغاضي عن ما يدور بقاعة الامتحان او بتقديم مساعدات للتلاميذ في شكل اجابات جاهزة.اين نحن من الامانة والمسؤولية؟ واين هو منطق المحاسبة الذي غاب فغابت معه المصداقية.تزداد الخطورة في حالات الغش لأنه بمثابة المرض المعدي الذي ينتقل من استاذ لاخر.فحينما يجد الاستاذ ان زميله في الخراسة يسمح بالغش يصعب عليه ضبط الفصل من جهته. نفس الشيء حينما يكون الغش متاحا في قاعة مجاورة.وهكذا يحقق بعض من اساتذتنا الكرام مبدأ تكافئ الفرص على الطريقة العربية الخالصة. هذا لا يتوقف فقط على الحراسة في الامتحان بل يتعداه الى النفخ في معدلات وعلامات التلاميذ أو تقزيمها, او الاعتماد على المزاجية والنرجسية في تقييم مجهودات التلاميذ دون مقاييس حيادية.وهذا ينطبق ايضا على التصحيح وما نراه من كوارث واخطاء كبيرة جدا اتناء تصحيح اوراق الامتحان التي تعتبر مصيرية بالنسبة للتلاميذ.
من الصعب جدا ان نتصور ان بعضا ممن نعهد لهم بتربية ابنائنا وتعليمهم هم من يبادرون الى افسادهم عن طريق تلقينهم اشكال فاسدة من السلوك.هم قلة قليلة فعلا ولكنهم يسيؤون للغالبية العظمى ويفرغون مجهودات زملائهم وزميلاتهم من محتواها.في حين ان ابنائهم ايضا يكتوون بنار سوء فعلهم.هذا الفعل هو بمتابة افساد للاجيال القادمة ولن ينتج عنهم سوى جحافل من الغشاشين والانهزاميين.وحيث أننا لا يمكن ان نعيد تربية هؤلاء المحسوبين على التربية والتعليم,فلا نملك الا دعوة صادقة لجميع رجال ونساء التعليم للتحلي بروح المسؤولية والامانة في العمل التعليمي لان كل ما يقوم به الاستاذ هو محلل ملاحظة من طرف المتعلم.والطفل يتعلم من السلوك اكثر مما يتعلم من النصح البعيد عن التطبيق.
|
04-05-2012, 03:49 PM
جديد مواضيع قسم المنتدى العام
