نظام الباكلوريا الحالي:هل هو حلٌ ام مشكلة؟
في إطار ما بات يعرف بالاصلاحات البيداغووجية الجديدة والتي تتواصل منذ سنوات عذة ,تم التخلي عن نظام السنة المستقلة وتعويضه بنظام السنتين المندمجتين .وهذا ما جعل النجاح في الباكلوريا يعتمد على نتائج سنتين بالاساس وليس على نتائج كل سنة على حدة.اذ يستوجب الحصول على شهادة الباكلوريا تحصيل نقط جيدة في السنتين الاولى والثانية بالكلوريا مع نسبة اكبر للامتحانين الجهوي,خلال السنة الاولى باكلوريا,والوطني,خلال السنة الثانية/الختامية.هذا النظام الجديد طرح عديد التساؤلات حول المغزى منه في ظل سعي دائم لتحسين وتجويد التعليم.وافرز عدة تناقضات تبدو عصية على الادراك خاصة فيما يخص الاهداف التي وضع من اجلها نظام كهذا, وتعويضه لنظام سابق اثبت جدارته على انتاج مستويات عالية في صفوف الطلبة.
من اهم مميزات النظام الجديد ما يتعلق فيها بنظام الاستدراك الذي يتيح للتلميذ, اذا ما تحصل على نقطة قريبة من النجاح,الفرصة في اعادة المحاولة مما قد يساهم في منحه النجاح اذا ما استفاد من اخطاءه السابقة واستغل الوقت الذين يفصل بين امتحان يونيو وامتحان يوليوز الاستدراكي.ولكن ما يثير الاستغراب فعلا هو ان نسبة قليلة جدا تنجح في الامتحان الاستدراكي الذي يقول التلاميذ انه يكون اكثر صعوبة من سابقه في جل السنوات.هذا مفهوم طبعا اذا اعتبرنا ان التلاميذ الجيدين لا يحتاجون الى الاستدراك وينجحون في الدورة العادية,بالتالي لا يبقى الا القليل من التلاميذ الذين يستحقون النجاح لكنهم لم يتوفقوا لسبب من الاسباب خلال الدورة العادية.ولهؤلاء تم منح فرصة الاستدراك.
من اهم ما يعاب على هذا النظام هو انه يمزج بين سنتين لتحديد النجاح,اي انه يعتمد على نقطة السنة الاولى ثم نقطة السنة الثانية باكالوريا.وما يزيد من تعسير المهمة هو ان التلميذ لا يمنح فرصة التكرار في السنة الاولى باكلوريا الا قليلا.ينجح دون النقطة الموجبة للنجاح وعليه سد خصاص النجاح خلال السنة الثانية باكلوريا.انه أنه يأخد الدعم وينجح خلال سنة اسهل وعليه رد الدين خلال سنة اصعب.لذلك نجد الكثير من ضحايا هذا النظام دون ان يتمكنو من تحصيل الشهادة او انهم يحصلون عليها بعد جهد جهييد.هذا التعقيد ما كان ليحدث لو انه تم التعامل مع كل سنة على حدة دون نظام الاقتراض الذي يأزم الوضع خلال السنة الختامية.
اذا كانت تكافؤ الفرص هو رهان التربية والتعليم في بلد كالمغرب فالاجدر ان يكون لكل سنة حساباتها الخاصة حتى لا ينجح احد وينتقل الى المستوى الموالي دون مستوى يؤهله لذلك.والا فما نراه الان من تراجع في المستوى التعليمي للتلاميذ سيزيد الطين بلة.فالتلميذ حينما يجتاز السنة رغم نقص المعارف سيواجه تحديات اصعب مع معارف جديدة تستوجب المعارف السابقة لكي تحقق ما يسمى بالتسلسل المعرفي في الصعوبة والتعقد.أما اذا كانت لصنّاع القرار نية اخرى لا نعلمها,فتلك غاية لا تُدرك.
|
04-05-2012, 12:23 PM
جديد مواضيع قسم المنتدى العام
