|
|
08-03-2017, 08:16 AM | #1 |
طالب جديد
تاريخ التسجيل: Jul 2017
المشاركات: 32
|
كيف نزرع قيماً أخلاقية في طلابنا
كيف نزرع قيماً أخلاقية في طلابنا؟
إن القيمَ الأخلاقية نستمدُّها من القرآن الكريم والسُّنَّة المُطهَّرة؛ حيث وجَّهَنا كتابُنا العظيم إلى القدوة التي نَحتَذِي بها. قال تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ? [الأحزاب: 21]. وقال تعالى: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ? [القلم: 4]. فرسولُنا الكريم حَمَل أسمى القِيَم الأخلاقية؛ من بَشَاشةٍ، وتواضع، وكلام طيِّب، وحفظِ كرامةِ الآخَرين، والكثيرَ الكثيرَ من القيم الأخلاقية، التي نتمنَّى أن نغرِسَها في طلابنا، والأخلاق في الإسلام قاسَمٌ مشترَك بين أَوْجُهِ الحياة الاجتماعية والتربوية، كما أن من أبرز قواعد الإسلام: ثباتَ القيم التي يَنْتُج عنها ثباتُ الأخلاق، والالتزام الأخلاقي هو قانون أساسيٌّ يمثِّل المِحْور الذي تدور حوله القيم الأخلاقية. لذا؛ فإنه يجب أن يكون هدفُنا الأسمى في تعليمِنا هو بناءَ القيم الأخلاقية، وألَّا نُرَكِّزَ فقط على بناء المعارف، وكلَّما كنَّا نبني قِيَمًا في طلَّابنا، كان لتعليمنا أثرٌ واضح في أخلاقيَّات مجتمعِنا، وصار لتعليمنا أهدافٌ سامية، وباعتبار أن المعلِّم هو أكثرُ أفراد منظومة التعليم تأثيراً في الطالب، فهذا يحمِّلُه أمانةً أعظمَ تتعدَّى نقلَ المعرفة إلى بناء القيم. فالمعلِّم قدوةٌ لطلَّابه شاء أم أَبَى، والطالب ما هو إلَّا أرضٌ خَصْبةٌ، يزرع ويغرس فيها المعلِّم ما يريد، فليُحْسِنِ الغِراسَ حتى نجنيَ أطيبَ الثِّمار. فعندما يحترم المعلِّم طلابه، فهو يُشْبِع حاجتَهم لتقدير الذَّات، ويزرع فيهم احترامَ الغير، وعندما يتميَّز المعلم بالالتزام بواجباته، فهو يزرع فيهم تقديرَ المسؤولية، فلْنعلِّمْهم الكلامَ الطيِّب، والبشاشة، وحفظ كرامة الآخرين من خلال القدوة الحسنة، ولْنجعلْ قِيَمَهم ومبادئَهم هي ما يُوجِّههم، فكلَّما كان الفرد محافظًا على قِيَمه ومبادئه، وكانت مُحَرِّكًا لأفعاله، كان إنسانًا في غاية الرُّقيِّ، يتمتَّع بسموِّ الأخلاق، فعندما يقدِّم الطالب مساعدةً لزَميلِه، ويكون دافِعُه حبَّ مساعدةِ الغير، وامتثالًا لقول رسولنا الكريم: ((خيرُ النَّاس أنفعُهم للناس))، يجعله ذلك عُضوًا فاعلًا ومؤثِّرًا في مجتمعِه. اغنية شمه حمدان ما يتوب الاستعلام عن فاتورة الكهرباء تردد قنوات السعودية الرياضية 2 نتائج القبول المبدئي بكلية الملك فهد الأمنية تردد قناة الراي 2017 اسعار السيارات الجديدة في السعودية 2017طريقة التسجيل في حافز كلمات اغنية صدمة عمر كلمات اغنية موجوع قلبي طريقة تغيير رقم الجوال في أبشر كلمات زلزله شمر أزمتنا.. أزمة تربوية: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرب، وقد كانوا يعيشون ظلاماً دامساً، وجهلاً مطبقاً، وتخلفاً شاملاً كل ميادين الحياة، فلم تكن الأمم تأبه بهم، ولم يكن لهم شوكة يأوون إليها، وصَفَهم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لـ(يزدجرد) فقال: فما كان أسوأ حالا منا، وأمّا جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ونرى ذلك طعامنا، وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم. ديننا أن يقتل بعضنا بعضا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامه [البداية والنهاية - (ج 7 / ص 49)]. هكذا كان حالهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد أن نهل العرب من معين النبوة، وتربّوا على منهاجها تغيّرَ حالهم، وانقلبت الموازين، فالأميَّة تحولت إلى مدرسة أضاءت مشارق الأرض ومغاربها في شتى العلوم، والهمجيّة اختفت في سِيَر النبل والكرم والأخلاق السامقة، وانقلب فقرهم غنى، وخوفهم أمناً، وذُلّهم عزاً، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأضحى العربُ سادةَ الأمم دهراً من الزمن.. حتى إذا اندرس العلم، وضعف أمر الدين في نفوس الناس، غلب على المسلمين الوَهن فكانوا غثاءً كغثاء السيل.. عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُم الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا)) قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ((أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ؛ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ)) قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: ((حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)) [مسند أحمد - (ج 45 / ص 378)]. إن (الغثائية) التي تعيشها الأمة الآن هي تعبير عن أزمةٍ تربويةٍ لمسلمين لم يمتثلوا الإسلام في واقع حياتهم، فأذلّهم الله بعد عزّة، وأبدلَ قوّتهم ضعفاً، وتقدُّمهم تخلُّفاً.. ولن يصلُح حال آخر الأمة إلا بما صلح به أوّلها. ومن هنا نَعلم أن سبيل الخلاص من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والصحية.. التي تعيشها الأمة لا يكون إلا بتربيتها على المنهج الرباني، وعودتها للمعين الصافي، تَعلُّماً وتطبيقاً.. وليس كما تزعم النخبة العصرانية التي قادت الأمة عقوداً من الزمن زاعمةً أنّ في اللهث وراء الغرب واتِّباع آثارهم عزاً وتمكينا، فماذا جنت الأمة من هذا السعي إلا فساداً بعد ضياع، وخوراً بعد ضعف؟. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ)) [مسند أحمد - (ج 34 / ص 499)]. ملامح المنهج التربوي الإسلامي: تتنوع المناهج التربوية الأرضية بين الإفراط في المثالية، والإغراق في المادية. والمنهج التربوي الإسلامي وسط بين هذا وذاك، فالإسلام يرسم للمسلمين صورةً تربوية مثالية نظرية (في الوحيين) ويُقَدِّم لهم نماذج تطبيقية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين من بعده، ويُعامل الناس بعد ذلك وقبله على قدر استطاعتهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [صحيح البخاري - (ج 22 / ص 255)]، ولذا يكون الجزاء يوم القيامة بالموازنة بين الحسنات والسيئات، لا بعددها فحسب!.. وبناء على ذلك فواجب المربِّين أن يُذَكِّرُوا الناس بما يجب عليهم فعله، وأن لا يكلِّفوهم فوق طاقتهم.. فيُذكّروهم بذلك الجيل الفريد والمجتمع المثالي الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..)) [صحيح البخاري - (ج 9 / ص 133)] ويراعوا فيهم واقعَهم المُر وزمنهم الصعب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ)) [سنن الترمذي - (ج 8 / ص 215)] وفي المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 92) ((فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّابِرُ فِيهِن مِثْلُ الْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا)) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: ((لا بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ)). إن المنهج التربوي الإسلامي يراعي في المسلم طبيعته البشرية التي خلقه الله عليها، فالإنسان له طبيعة طينية تجذبه للأرض وشهواتها، وطبيعة روحية تجذبه للسماء وعلوها، وهو مخلوق ضعيف تغلبه شهوته حينا وينتصر عليها حينا آخر، وهو مطالب بضبط دوافعه الفطرية لا بكبتها.. وعلى ضوء هذه المسلّمات نستطيع أن نتعامل مع المتربين برؤية واقعية تُقّدِّر ضعف الإنسان، وترفعُه عن الإخلاد إلى الأرض. |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم المنتدى العام | |||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|