|
|
04-11-2012, 10:56 AM | #1 |
مدير عام
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 308
|
لا يقبـــل منـه عمله الصـــالح؟ فمن هـو؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ إن المؤمن لا يقبل منه عمله الصالح إذا لم يقصد به وجه الله .. كتبه الشيخ الألباني: ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ (إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) . وسببه كما رواه أَبِو أُمَامَةَ قَالَ: (جَاءَرَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ_صلى الله عليه وسلم_فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ_صلى الله عليه وسلم_لَاشَيْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ_صلى الله عليه وسلم_لَا شَيْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ : فذكره) . فهذا الحديث وغيره يدل على أن المؤمن لا يقبل منه عمله الصالح إذا لم يقصد به وجه الله عز وجل وفي ذلك يقول تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } الكهف110 فإذا كان هذا شأن المؤمن , فماذا يكون حال الكافر بربه إذا لم يخلص له في عمله ؟ الجواب في قول الله تبارك وتعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًمَنْثُورًا } الفرقان 23 . وعلى افتراض أن بعض الكفار يقصدون بعملهم الصالح وجه الله على كفرهم , فإن الله تعالى لا يضيع ذلك عليهم , بل يجازيهم عليها في الدنيا , وبذلك جاء النص الصحيح الصريح عن رسول الله_صلى الله عليه وسلم_وهو : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةًيُعْطَى بِهَا) وفي رواية : يثاب عليها الرزق فِي الدُّنْيَا , وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ يكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا . تلك هي القاعدة في هذه المسألة : أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعاً في الدنيا , فلا تنفعه حسناته في الآخرة , ولا يخفف عنه العذاب بسببها , فضلاً عن أن ينجو منه . تنبيه : هذا في حسنات الكافر الذي يموت على كفره , كما هو ظاهر الحديث , وأما إذا أسلم , فإن الله تبارك وتعالى يكتب له كل حسناته التي عمل بها في كفره , ويجازيه بها في الآخرة , وفي ذلك أحاديث كثيرة ,كقوله_صلى الله عليه وسلم_ (إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا)الحديث . هذا , وقد يظن بعض الناس أن في السنة ما ينافي القاعدة المذكورة من مثل الحديث الآتي : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ_صلى الله عليه وسلم_ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ : (لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ) . وجوابنا على ذلك من وجهين أيضاً الأول : أننا لانجد في الحديث ما يعارض القاعدة المشار إليها , إذ ليس فيه أن عمل أبي طالب هوالسبب في تخفيف العذاب عنه , بل السبب شفاعته_صلى الله عليه وسلم_فهي التي تنفعه . ويؤيد هذا الحديث التالي : عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ : (نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا [ أي : شفاعته ] لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ) . فهذا الحديث نص في أن السبب في التخفيف إنما هو النبي_صلى الله عليه وسلم_أي شفاعته كما في الحديث قبله , وليس هو عمل أبي طالب , فلا تعارض حينئذ بين الحديث وبين القاعدة السابقة . ويعود أمر الحديث أخيراً إلى أنه خصوصية للرسول_صلى الله عليه وسلم_وكرامة أكرمه الله تبارك وتعالى بها , حيث قبل شفاعته في عمه وقد مات على الشرك , مع أن القاعدة في المشركين أنهم كما قال الله عز وجل: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) المدثر 48 ولكن الله تبارك وتعالى يخص بتفضله من شاء , ومن أحق بذلك من رسول الله_صلى الله عليه وسلم_سيد الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله ؟ . والجواب الثاني : أننا لو سلمنا جدلاً أن سبب تخفيف العذاب عن أبي طالب هو انتصاره للنبي_صلى الله عليه وسلم_مع كفره به , فذلك مستثنى من القاعدة , ولا يجوز ضربها بهذا الحديث , كما هو مقرر في علم أصول الفقه , ولكن الذي نعتمده في الجواب إنما هو الأول لوضوحه , والله أعلم |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم المنتدى الإسلامي العام | |||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|