التلمـــيذ و الأنترنـــيت
عرف العالم العربي تقدما ملموسا في مجال المعلوميات، حيث أصبح للأنترنيت مكانة كبيرة في الحياة اليومية للانسان العربي في جل اقطار العالم العربي.وهكذا فمن الطبيعي ان تجتاح موجة الحواسيب والشبكة الدولية للمعلومات-الانترنيت -كل البيوت العربية .بل انها صارت شبه معتمدة في كثير من المؤسسات التعليمية وكذلك المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وغيرهما.وبتعبير اخر فإن الانترنيت اجتاح الحياة العربية تماما كما فعلت الهواتف الجوالة قبل سنوات وربما اكثر.حيث اصبح وجود حاسوب في البيت العربي اكثر اهمية من عدد من الاوليات المشابهة وانتشرت كذلك مقاهي الانترنيت وصار الوصول الى المعلومة اسهل من اي وقت مضى.بل ان الاتصال بالانترنيت صار من الهاتف الجوال نفسه.فما هي يا ترى ايجابيات الانترنيت بالنسبة للتلميذ العربي ؟ وهل من سلبيات تهدد سلامة استعمال هذه النعمة ؟
تتجلى اهمية الانترنيت بالنسبة للتلميذ العربي في كونه يوفر للتلميذ مجالا واسعا للبحث عن المعلومة وبالتالي اختصار الوقت وتوفير الجهد.كما انه يشكل دعامة اساسية في عمليات التواصل مع الاخر وتبادل التجارب والمعارف بل وتكوين صداقات في مختلف انحاء العالم على اساس ما هو مشترك.حيث نجد ان هناك مجموعات عرقية او وظيفية او دينية تجتمع في مجموعات واحدة للتواصل فيما بينها رغم بعد المسافات.فمن قبل كان من شبه المستحيل التواصل مع اناس من امريكا الجنوبية مثلا او من شرق اسيا الا اذا تم اللقاء في بلد ما.اما الان فيمكن التواصل بالصوت والصورة دون اي صعوبة ودون حاجة الى الكثير من التكوين او المعرفة لان الخدمات مقفدمة ببساطة.بالاضافة الى الفائدة المعرفية والاخرى التواصلية تبرز فائدة ثالثة ربما هي اكثر اهمية.اقصد بذلكتلك المرتبطة بتوحيد الصفوف للدفاع عن مطالب مختلفة .وهذا ما يبرز جليا في حالة النقابات التعليمية او جمعيات التلاميذ والطلبة عبر العالم.وبرزت اكثر في السياسة مؤخرا وان كان ذلك لا يعني التلميذ بطريقة مباشرة.
بالمقابل هناك سلبيات عديدة يمكن ان يكرسها الاستعمال المفرط للانترنيت.فالادمان عليه يسبب في ضياع الكثير من الوقت خاصة بالنسبة لعشاق الدردشة.اذ هناك يتعلم التلميذ الكثير من الصفات السلبية كالكدب والكسل.ويؤدي ذلك ايضا الى مضاعفات صحية نتيجة قلة الحركة كالسمنة مثلا.كما يؤدي الى تنمية الحس الانعزالي في حياة التلميذ وجعله على هامش التواصل المباشر مع العالم الخارجي بعدما غرق في عالم افتراضي يصوغه بحرية.من جهة ثانية,من شأن الاستعمال المكثف للانترنيت ان يربي التلميذ على التواكل والكسل وانعدام الرغبة في بدل مجهودات كثيرة في تعلمه.فعوض ان يباشر في متابعة دراسته والخلق والابداع يلجأ مباشرة الى المعلومة الجاهزة او الى الاستعانة بمجهود اخرين.
علينا ان نفهم جيدا ان الانترنيت ليس دائما تلك النعمة الخالصة التي نزلت من السماء لكي تجعل حياتنا اسهل وتربية وتعليم ابنائنا اكثر تيسرا.بل هو تحدي جديد يجب ان نحرص على جعل تلاميذنا واطفالنا يستفيدون منه دون تفريط او افراط.
|
04-05-2012, 05:31 PM
جديد مواضيع قسم المنتدى العام
